الجمعة، 22 مايو 2009

الصفحة الأولى


الصفحة الأولى

أ‌- مقدمة..للمناقشة

أحمد محمد أحمد

حرم أبناء الجنس البشري من عائدات الثروات الطبيعية المتوفرة في ظاهر وباطن بيتهم الكبير(الكوكب الأرضي) بعد أن كانت ملكيتها مشاعة بينهم بداية وجودهم بأعداد قليلة على هذا الكوكب، واعتمادهم على الوسائل البدائية في استغلالها كالصيد والقنص. لكن الأقوياء منهم راحوا يستعبدون الضعفاء بعد انتشار الزراعة والصناعة والتجارة، حيث ظهر استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ولثروات الطبيعة مع ظهور العبودية المبنية على أسس القوة الجسدية أو الاجتماعية.
واستمر هذا النهب والإستغلال، بصور شتى، على مدار التاريخ الإنساني، الذي أرخ لحروب القبائل والدول والإمبراطوريات وانتصاراتها وهزائمها وضحايا صراعاتها، وأشار إليه الفلاسفة والمصلحون والحكماء منذ أقدم العصور من خلال ما وصلنا من مدوناتهم وحلولهم لإقامة العدل والمساواة، وكان أغلبها خياليا غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، ويجسد رغبة الجنس البشري في الإنعتاق من هذا الواقع الظالم.
وكانت محاولات أبناء هذا الجنس، بالبحث عن العدالة والمساواة تصطدم دائما بالمتنفذين الأقوياء من الحكام والأمراء والملوك، الذين كانوا يحسنون استغلال القوة البشرية لمحكوميهم والثروات الطبيعية المتوفرة في ممالكهم، ويعتبرونها ملكا شخصيا لهم ولسلالاتهم المزينة بهالات الرفعة والسمو والقداسة.
وظلت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في معظم النظم البشرية قائمة على مبدأ ملكية الحاكم وحاشيته للثروات الطبيعية (الأرض الزراعية ومن عليها)، إلى أن حصلت الثورة الصناعية في الغرب الأوربي وأدت فيما أدت إليه الى ثورات فكرية واجتماعية وسياسية في أوربا وأمريكا ودول العالم المختلفة قلبت موازين العالم بأسره وأثرت في نظمه وأفكاره وتصوراته لكنها، وعلى الرغم مما حققته من إنجازات كبيرة، لم تتوصل للقضاء نهائيا على إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وسرقته لثروات الكوكب الأرضي المشاعة.
فالليبرالية الاقتصادية الأوربية أورثتنا النظام الرأسمالي العالمي، الذي تحول الى أكبر مستغل لثروات الطبيعة ومجهودات بني الإنسان في آن واحد تحت مسميات جميلة كالحرية والديمقراطية والعدل والمساواة، والاشتراكية المبنية على الأسس الماركسية المعاكسة، لم تفلح في التطبيق العملي، ولم يفلح معتقدوها ومطبقوها في تقديم أنموذج واقعي عادل قادر على البقاء والاستمرار، على الرغم مما حققته من تنوير وتثوير للطبقة العاملة.
وهكذا نجد اليوم، في الدول المتمدنة، فئة محدودة جدا من بني الإنسان تملك رأس المال وأدوات السلطة التي تمكنها من استغلال الثروات الطبيعية مع المجهودات البشرية وتحيى حياة باذخة مترفة، بينما نرى أغلبية مسحوقة محرومة لا تملك شيئا ولا تستطيع فعل شيء بسبب حرمانها من كل شيء، يبحث بعض أبنائها بين القمامة عن ما يسد به الرمق، فضلا عن الملايين الملايين، في الدول المتخلفة، من الذين يتضورون جوعا أو يموتون عطشا وإذلالا وقهرا!
وإذا كان هذا التفاوت الكبير لا يشكل خطرا مباشرا على وجود الجنس البشري ككل، فإن خطره البعيد قائم ودائم، فما فعلته هذه الفئة المحدودة من استغلال للطبيعة وعبث بديمومتها وقدرتها على التجدد، راح يشكل تهديدا جديا لأركان البيت الكبير وبيئته وصلاحيته للحياة، كما تشير إلى ذلك البحوث العلمية الرصينة المنشورة في مختلف المراكز المختصة! أما سلوكها الكوني الظالم في دعم الحكام الفاسدين الذين يسهرون على مصالحها، وإذلال الشعوب والأمم الراغبة في الإنعتاق، فيشكل قاعدة لانطلاق الإرهاب وأعمال العنف وسباق التسلح بالأسلحة الفتاكة، التي تعتبر خطرا حقيقيا على وجود الجنس البشري.
وإذا كان معظم أبناء الجنس البشري العاديين غافلين عن هذه المخاطر المحدقة بهم وبوجودهم على هذا الكوكب بسبب انشغالهم بتدبير أمور حياتهم الشخصية والعائلية، فإن على المثقفين والمتعلمين المدركين لهذه الأخطار أن يبادروا إلى فعل شيء منظم مؤثر منضبط مسؤول لتدارك الأمر وتغيير المسار المدمر الذي نتجه إليه جميعا، قبل فوات الأوان، وهي مهمة أخلاقية تشرف صاحبها وفق المقاييس والأعراف كافة.
ولعل أهم مزايا هذا الفعل المؤثر الذي ندعوا إليه أن يكون مدنيا سلميا بعيدا عن الطروحات الثورية المستهلكة، وأن يبدأ بانطلاقة إنسانية عالمية لا تحدها حدود الأعراق والأديان والمذاهب والأيدلوجيات والمعتقدات، وأن يكون إبداعيا خلاقا في طرحه للبدائل الممكنة التطبيق والقابلة للحياة.
ولعل أهم قضية يحسن التصدي لها قضية حرمان الأغلبية الساحقة من حقوقها التي أقرتها النخب الفكرية والسياسية والاجتماعية على مدار التاريخ الإنساني ككل، والمتمثلة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تلاه من اتفاقيات دولية ومعاهدات ووثائق..فأكثر من نصف سكان الأرض بلا مأوى لائق ولا طعام كاف ولا مياه صالحة للشرب ولا حقوق مدنية تشعرهم بكرامتهم الإنسانية، بل يعانون من الإذلال والقهر السياسي والاجتماعي.
وإذا كانت الكيانات السياسية، التي أنشأتنها الأمم والشعوب المختلفة،، قد عجزت لحد الآن عن تأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيها من المأكل والملبس والمأوى، على الرغم من لقائها في عصبة الأمم ومن اتحادها في الأمم المتحدة، كما عجزت عن إيجاد صيغة للتعاون الحقيقي فيما بينها لتوجيه حركة الجنس البشري باتجاه الأعمار والتنمية وإشاعة المحبة والسلام والاستقرار، فإن على المثقفين وناشطي المجتمع المدني والمسؤولين المدنيين كافة إيجاد رابطة عالمية لطرح أرائهم الحرة ومناقشة سبل إخراج هذا الجنس من المأزق الكبير الذي يعيش فيه....
نأمل أن تكون جماعتنا أول شمعة توقد على هذا الطريق

ب‌- مجموعة.. للعمل

كتب المفكرون والمصلحون والفلاسفة الأوائل أفكارهم ونظرياتهم وفلسفاتهم بمعزل عن بعضهم بعضا، إذ تعذر عليهم التواصل والتفاعل الحي فيما بينهم لما كان عليه حال العالم في الفترة التي عاشوا فيها، وصعوبة المواصلات والاتصالات وخطورتها في أغلب الأحيان، فضلا عن ندرة وسائل الطباعة والنشر في تلك الحقب والأزمان.
ومع ذلك حاول أكثرهم التحدث باسم الجنس البشري ككل، على الرغم من جهلهم بحدود الأرض التي تقلهم، وحدود (السماء) التي تظلهم، وجهلهم بعدد نظرائهم من أبناء نفس الجنس في المناطق البعيدة عنهم، وحاولوا التواصل مع من عاصروهم أو سبقوهم من المفكرين، إلا أن هذه المحاولات ظلت محصورة ضمن حدود الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل واحد منهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما ترجمت الكتب الإغريقية واليونانية والفارسية في بغداد إلى لغة الحضارة الجديدة (العربية) كان كتاب ومؤلفو تلك الكتب والمؤلفات قد شبعوا موتا!! وحلت محل منطلقاتهم الفكرية والثقافية مستجدات ومستجدات!
وظل أبناء الجنس البشري يتوارثون الثقافات والأفكار والرؤى القديمة مهما كانت محدودية معارف مؤلفيها أو كتابها، جيلا بعد جيل حتى صارت جزءا مهما من الذاكرة الجمعية لكل شعب أو ملة أو مذهب، يعتز بها ويعلمها لأجياله الجديدة، ويعتبرها من المقدسات والثوابت، حتى وإن تقاطعت مع الحقائق والعلوم والثقافات الأخرى، وإن ملئت بالأقاويل والتصورات المشوهة عن الذات الوطنية أو القومية أو الدينية والمذهبية وعن الآخرالمخالف في العقيدة والعرق والثقافة.
غير أن الحروب في حالة العداء وتبادل السلع في حالة السلم غيرت قليلا من هذه الصورة القاتمة إلى أن حدث الانقلاب الصناعي والفكري في أوربا الغربية وترجم الغربيون ما نتج عن حضارة (بغداد الجديدة العربية الإسلامية) إلى لغاتهم، وفتحت الآفاق المغلقة أمام المفكرين والمصلحين، فصار ما يكتب في بريطانيا أو فرنسا وألمانيا يترجم إلى اللغات الأخرى ويقرأ في العوالم الأخرى قبل موت المؤلف أو الكاتب، فأفكار الثورة الفرنسية عصفت بالغرب الأوربي كله قبل انتقالها مع البحارة إلى القارة الأمريكية وبلدان الشرق البعيدة.
وعلى هذا المنوال سارت أفكار آدم سميث البريطاني وسرت أفكار كارل ماركس الألماني التي تحولت إلى التطبيق في روسيا القيصرية، وعلى هذا المنوال أيضا تجد شذرات وإشارات إلى القرآن الكريم والمبادئ الإسلامية في كتابات روسو وغوتة و دوستوفسكي وبوشكين وطاغور، مما يدلل على إطلاع هؤلاء على ثقافات غيرهم من الأمم والشعوب.
في القرن العشرين تمكن المفكرون والمصلحون من الإطلاع على ما كتب من تراث وتاريخ وفكر في ذاكرة كل شعب من الشعوب، بعد اتساع الترجمة والنشر وتطور صناعة الورق والطباعة والكتاب، كما تمكنت النخب الثقافية من التواصل والتفاعل، ولو بشكل محدود، من خلال البريد والبرق والهاتف والراديو وموجات الأثير والأقمار الصناعية.
لكن القرن الحادي والعشرين بدأ بثورة لا نظير لها أوسع مدى، وأكبر تأثيرا من كل ما سبق، فقد سهلت الشبكة المعلوماتية (الإنترنيت)، وما رافقها من برامج تتجدد كل يوم، على أبناء الجنس البشري أجمعين التواصل مع نظرائهم على سطح هذا الكوكب، ولو كان كل واحد منهم في ناحية قصية من نواحي الكون الكبير!
اليوم صار باستطاعتنا أن نتحاور ونتواصل كتابة وصوتا وصورة متحركة وكل واحد منا في مكانه، يقرأ أفكار الآخر ويحس بمعاناته، ويتفهم طروحاته، وهذا ما كان يعد ضربا من ضروب المستحيل إلى عهد قريب...
سقنا هذه المقدمة الطويلة لبيان أهمية المجوعة التي نزمع تشكيلها وضرورتها وريادتها لفعل إنساني خلاق جديد.. فلأول مرة تقوم نخبة من مثقفي العالم بكتابة كتاب واحد، يتناول اتفاقا مبدئيا على أهداف ووسائل عمل مشتركة واحدة، تخص الشأن الإنساني كله، وتنظر للجنس البشري كأمة واحدة تركب سفينة واحدة تتقاسمها القوميات والأديان والمذاهب.
هذه النخبة لا تطلق أصواتا في البرية، ولا تخاطب المجهول، ولا تفكر في الخيال والمستحيل، وإنما هي حياة واقعة ووجود حي وعمل تنويري لمستقبل أفضل..هذه النخبة ليست للتنظير والسفسطة، بل هي مجموعة عمل فكري قابل للتطبيق على الأرض في مشارقها ومغاربها..
نأمل أن تفتح الطريق أمام هذا الجنس العابث بحاضره ومستقبله لتغيير الحال والوصول إلى ما كان يعتبر من المحال



الهدف ..والوسيلة

الهدف البعيد:

التوصل من خلال الحوار والعمل معا إلى وضع قواعد عالمية جديدة أكثر عدلا:
أ‌- تنظم علاقات أبناء الجنس البشري، وتضمن حقوقهم الفردية والجماعية في الثروات الطبيعية الموجودة على هذا الكوكب، والتي ورد معظمها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية اللاحقة، أو تلك التي يتفق على إضافتها، على أن تراعى في هذه القواعد المحافظة على سلامة الكوكب الأرضي وقدراته على تأمين مستلزمات الحياة كافة لأجيال الجنس البشري اللاحقة.
ب‌- ويتم وضع هذه القواعد والإتفاق عليها بعيدا عن تأثيرات وضغوطات القوى السياسية والمالية المتصارعة على نهب ثروات هذا الكوكب وسلطاته المحلية والكونية، مهما اختلفت أسماؤها ومسمياتها وأغطيتها الجميلة.
ت‌- العمل على تحويل تلك القواعد التي يتفق عليها إلى دستور كوني شامل ومقبول من قبل الأمم والشعوب كافة، وانشاء منظمة عالمية، غير مسيسة، للعمل بروح الفريق الكوني لتطبيق هذا الدستور على هذا الكوكب..
خطة العمل:

مخاطبة النخب الفكرية والثقافية والقانونية وناشطي المجتمع المدني من أبناء الجنس البشري المستقلين كافة، وإشراك المستجيبين منهم في المجموعة الأولى الصغيرة كمؤسسين لا تابعين، على أن تتوفر في المشارك الأهلية والاستعداد الطوعي للعمل..
بعد الحصول على دعم وتأييد مجموعة من النخب المستقلة الممثلة لما لا يقل عن خمس قوميات مختلفة، يصار إلى الدعوة لعقد اجتماع تأسيسي أولي، تدعى إليه الأمم المتحدة ومؤسساتها ذات العلاقة، في أي دولة تضيفه، ويصار إلى الاتفاق على صيغة البيان التأسيسي والنظام الداخلي، كما ينتخب المجتمعون هيئة متابعة تواصل العمل لتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر تأسيسي عالمي يجتمع فيه ممثلون لنصف أبناء الجنس البشري على أقل تقدير.
الوسيلة

أ‌- البريد الألكتروني:
• المدونة الحالية (جماعة أين حقي العالمية) أو مدونة (العقد الكوني) هي ساحة الحوار الأولي ومكان التعارف وتبادل الأفكار والاقتراحات والملاحظات، أما المدونات الأخرى للمشاركين فستكون وسائل تعريف ونشر وتعزيز للفكرة..
• يلتزم المشرفون على هذه المدونة بنشر كل ما يردهم من آراء وملاحظات واقتراحات، حتى وإن تعارضت مع ما يطرحونه أو يعتقدون به، شريطة تعهد أصحاب هذه الآراء بالالتزام مسبقا بها، والعمل على تطوير المدونة والمجموعة إلى موقع مستقل، تبقى المدونات والمجموعات على ارتباط وثيق به.
ب‌- الحوار المباشر:
تعتمد المجموعة على وسائل الحوار والاتصال المباشر، بين المشاركين، كلما أمكن ذلك. كما تنظم اللقاءات والإجتماعات التمهيدية وتبادل وجهات النظر، أينما أمكن ذلك.
أسئلة المدونة..
أ‌- هل يمكن اعتبار أبناء الجنس البشري كافة أمة واحدة؟
ب‌- ماهي الأخطار التي تهدد هذه الأمة؟
ت‌- ماهي الوساتئل الممكنة لمجابهة هذه الأخطار؟

ليست هناك تعليقات: