الاثنين، 1 يونيو 2009

آراء..وحوارات


http://interncontract.blogspot.com/

http://aynahakke.maktoobblog.com/




الرؤيا الآن..على سطح كرتنا الأرضية المستباحة

كامل الابيض
كاتب وإعلامي عراقي



تشير سمة الشرط الإنساني إلى التأكيد على أن البشر يولدون متساوين، وهذا يعني ضمنا توزيع الثروات الطبيعية والفرص الإجتماعية والسلطات السياسية وفق مبادئ المساواة والعدالة والإخاء، رغم أن الإخاء بين أبناء الجنس البشري ليس أوتوماتيكيا ولا يخلو من الصراعات، فالعلاقة بين الإخوة تنطوي على خصومة كبيرة وعطف كبير قي الوقت ذاته، وهو يفترض لجم الدوافع العدوانية حيال الإخوة وضبطها بقيم مشتركة ومشاعر ايجابية.
ان فكرة العدالة حلم راود بني الإنسان منذ بدء الخليقة، وقد سعوا جاهدين، خلال مسيرتهم الطويلة، لإقرار وتشكيل القواعد العامة لإرساء وترسيخ العدالة يحدوهم الأمل في ترويض أخيهم الإنسان (الأخ الذئب) لقبول فكرة الآخر والتعايش السلمي، إلا ان واقع الأمر أوجد كائنا آخر أكثر قوة وذكاء، يعتمد الحيلة والدهاء في بناء عالم شديد الغرابة مستغل ومنزوع الإرادة.
ولعل المتابع لما يجري على سطح كرتنا الأرضية المستباحة يأخذه العجب حين يطلع على واقع الحال الذي آلت إليه تلك الأحلام، فالأرض، مهد الإنسانية وموطنها الدائم، تعرضت لأضرار تفوق طاقتها وقدرتها لإنتاج المواد اللازمة لحياة البشر وذلك بفعل التعامل الخاطئ لبعض أبناء الإنسان، فإسراف فئة من البشر في استغلال ثرواتها الطبيعية بوتيرة غير مسبوقة يتعدى قدرة الارض على تجديد ثرواتها وإدامة مصادرها الحيوية، فالتلوث المائي الذي تسبب به بنو الانسان، على سبيل المثال، ادى الى افتقار حوالي مليار من البشر الى المياه النظيفة الصالحة للشرب، بينما يشرب 2.4 مليار شخص مياها غير صحية، ويعيشون في ظروف غير ملائمة، ويموت نحو 12 مليون شخص كل سنة بسب تلوث المياه، بينهم ثلاثة ملايين طفل يموتون بصورة ماساوية، ويعيش اربعة مليارات من الاشخاص بدون نظام صرف صحي سليم، واكثر من مليار يعيشون بلا كهرباء، كما يوجد اكثر من مليار شخص يعيشون باقل من دولار في اليوم، اضافة الى ملايين اخرى ممن يعيشون على حافة الفقرالمدقع.
تلك الارقام تعكس بعض الحقائق التي لا يمكن تجاهلها وهي مدونة في ملفات الامم المتحدة، وهنالك الكوارث الطبيعية التي تميز بين ضحاياها حيث ثبت ان الدول الغنية هي الاكثر صمودا امام قساوة الكوارث نظرا لتباين اسلوب تعامل حكوماتها ومدى استعدادها المسبق للحد من اثارها فور حدوثها فيما يسقط الفقراء ضحية لها.
ان خطر الكوارث على أرجاء بيتنا (الكرة الأرضية) في تزايد مستمر بسبب تصاعد الاحتباس الحراري وتدهور البيئة وسوء تخطيط المناطق الحضرية، كما اصبحت حياة ملايين البشر في خطر بسبب قلة تقييم المخاطر والكوارث الطبيعية، وندرة الإستعدادات الحقيقية لمواجهتها، لاسيما في الدول الفقيرة.
كان القرن العشرين قرن الثورة الذرية وما حملته هذه الثورة من فتوح علمية وعملية لاستخدام الطاقة النووية في الاغراض السلمية وما الحقته بالانسانية من دمار وكوارث زادت عما احدثه استخدام الاسلحة الكميائية في الحرب العالمية الثانية وما تركه من ضحايا ومشوهين وما كان من تصنيع وتخزين للاسلحة البيولوجية التي تنشر الاوبئة والامراض وتفتك بالانسان وباقي الكائنات الحية وتؤثر في البيئة الطبيعية تاثيرات سلبية لسنوات طويلة.
وكثيرا ما نسمع بانه سيتم نزع السلاح النووي وضبط التسليح واقامة مناطق خالية من اسلحة الدمار الشامل وبناء توازنات استراتيجية جديدة وايقاف السباق المحموم على حيازة هذه الاسلحة ولكن دون جدوى وذلك لفقدان الاجماع الدولي وعدم الانصياع للمعاهدات الدولية وهناك حاجة ملحة الى تفعيل وتقوية التعاون المتعدد الجوانب واعادة بعث الشعور بالمسؤولية الجماعية بين الحكومات حيال قضايا التوحد الى نزع السلاح النووي ومنع الانتشار في القرن الحادي والعشرين.
نحن في جماعة اين حقي العالمية، ومن خلال (عقدنا الكوني) ندعو منظمات المجتمع المدني العالمية المستقلة كافة للتضامن معنا في اعادة النظر فيما يجري على كرتنا الارضية الجميلة، وما يحيق بها من مخاطر واهوال، وما يتعرض له أبناء جنسنا البشري من حرمان واستباحة لحقوقهم الإنسانية والمدنية، معتمدين ديباجة الامم المتحدة: (فنحن شعوب الامم المتحدة نؤكد من جديد ايماننا) (بالحقوق الاساسية للانسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والامم كبيرها وصغيرها) من حقوق متساوية.
اجل نحن نعتقد أن الأمة الإنسانية أمة واحدة، ونعتقد أن المخاطر التي تواجهنا مخاطرواحدة، وأن الطريق الصحيح للحفاظ على هذه الأمة هو الدعوة للوحدة العالمية، اعني برلمانا عالميا يمثل أبناء الجنس البشري كافة، وحكومة فيدرالية عالمية لا تسيطرعليها أية قوة عرقية أو دينية أو مذهبية، توفرالسلام العالمي وتحمي جميع الافراد وتضمن حقوقهم ضمن الكيانات السياسية القائمة.